القنيطرة – سوريا | 19 حزيران 2025
حادثة جديدة تُضاف إلى سجل القلق اليومي الذي يعيشه سكان ريف القنيطرة، إذ تعرّض ستة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، لعضّات كلب شارد في بلدة نبع الصخر، في مشهد صادم يعكس هشاشة الواقع الخدمي والرقابي في القرى الجنوبية.
وفق ما أفادت به مصادر طبية من مشفى الجولان الوطني، فقد تم استقبال الحالات المصابة في قسم الإسعاف ظهر اليوم، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية والمعالجة الطارئة. وأكد الأطباء أن إحدى الحالات – لطفل صغير – وصفت بالحرجة نتيجة إصابة مباشرة في العين، نُقل على إثرها إلى وحدة العناية الخاصة.
هذه الحادثة أثارت موجة استياء وتخوف واسع بين الأهالي، خصوصًا أن الاعتداء وقع في وضح النهار، وسط حي مأهول بالسكان. يقول أحد سكان الحي:
ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها كلابًا شاردة تتجول بحرية، لكن اليوم الوضع خرج عن السيطرة، والضحايا أطفال.
ويتساءل المواطنون: إلى متى ستبقى الحيوانات الضالة تهدد سلامة الناس؟ وأين الجهات المعنية من واجبها في تأمين الحماية البيئية والصحية؟
غياب حملات مكافحة الكلاب الشاردة، وانعدام التنسيق بين الجهات البيطرية والبلديات، أسهم في تزايد هذه الظاهرة بشكل واضح. وفي ظل غياب برامج التوعية والتلقيح البيطري المنتظم، تبقى المناطق الريفية عرضة لمثل هذه الحوادث التي قد تتطور إلى ما هو أخطر، كإصابات السعار أو العدوى البكتيرية.
في ضوء الحادثة، قدّم الطاقم الطبي في مشفى الجولان الوطني إرشادات مهمة لكل من قد يتعرض لعضة من كلب أو حيوان ضال:
غسل الجرح فورًا بالماء الجاري والصابون لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
الذهاب فورًا إلى أقرب نقطة طبية دون انتظار.
أخذ اللقاح المضاد للسعار والمتابعة الطبية المنتظمة.
عدم التهاون في حال كانت الإصابة قريبة من الرأس أو العين.
يطالب أهالي نبع الصخر السلطات المحلية في محافظة القنيطرة، إلى جانب وزارة الإدارة المحلية والبيئة، بالتحرك الفوري من خلال:
تنفيذ حملات منظمة للقضاء على الكلاب الشاردة بطريقة آمنة وفعالة.
تجهيز البلديات بالموارد والأدوات اللازمة للتدخل الفوري.
إطلاق برامج توعية بيئية وصحية في المدارس والمجالس المحلية.
ما حدث اليوم ليس مجرّد حادث عرضي، بل تحذير صريح بأن الإهمال في مثل هذه الملفات قد يكلف المجتمع ضحايا أبرياء.
فأطفال نبع الصخر لم يكونوا في ساحة خطر، بل خرجوا للعب… فكان الألم في انتظارهم.
والمسؤولية اليوم لا تقتصر على المسعفين الذين أدّوا واجبهم، بل هي مسؤولية من بيده القرار والمبادرة والوقاية.
نسأل الله الشفاء للمصابين، وأن يحفظ القنيطرة وسائر بلادنا من كل سوء.
إعداد وتحرير: أسامة الكومه
صحفي ومحرر ميداني