شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا خطيرًا اليوم، بعد أن أعلنت إيران تنفيذ هجوم صاروخي واسع النطاق على إسرائيل، رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية.
وبثّ التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات لما قال إنها عملية إطلاق “مئات الصواريخ فرط الصوتية” باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الضربات تمت على ثلاث موجات حتى الآن، واستهدفت منشآت عسكرية، من بينها مبنى عسكري أصيب بشكل مباشر.
في السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” بإطلاق صواريخ باليستية ضمن الهجوم، ونقلت عن مسؤول إيراني قوله: “لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل… انتقامنا سيكون مؤلمًا”.
وأكد “الحرس الثوري الإيراني” في بيان رسمي تنفيذه ضربات صاروخية استهدفت “عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية للكيان الصهيوني”، في خطوة وصفها بـ”الرد الحازم” على ما اعتبره اعتداءً إسرائيليًا واسعًا.
وعلى الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصده صواريخ أُطلقت من إيران، مؤكداً تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في محاولة لاعتراضها، وداعيًا المواطنين إلى التوجه الفوري إلى الملاجئ والغرف المحصنة. وقال الجيش في بيانه: “إسرائيل بأكملها تحت النار”، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية تعمل على التصدي لما وصفه بـ”تهديدات صاروخية من إيران”.
وسُمع دوي صافرات الإنذار في مناطق واسعة، بينها القدس وتل أبيب، بينما شوهدت أعمدة دخان تتصاعد في سماء العاصمة التجارية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صواريخ سقطت في تل أبيب وبات يام ورامات جان، ما أدى إلى إصابة 15 شخصًا، أحدهم وُصفت حالته بالمتوسطة.
من جانبها، أفادت خدمات الطوارئ الإسرائيلية بوقوع خمس حوادث سقوط صواريخ في تل أبيب وحدها، وسط بلاغات عن أضرار مادية واستجابات لحوادث “كبيرة” ناجمة عن القصف الإيراني.
وفي تطور لافت، أعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية إسقاط طائرتين حربيتين إسرائيليتين وأسر إحدى الطيارين، وهي امرأة، إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى هذه الادعاءات.
وجاء الرد الإيراني بعد ساعات من شنّ إسرائيل لسلسلة من الضربات الجوية “غير المسبوقة” داخل إيران، استهدفت منشآت استراتيجية بينها منشأة نطنز النووية ومواقع في طهران ومدن أخرى، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، بحسب مصادر إيرانية. وأعلنت طهران أن هذا الهجوم الإسرائيلي بمثابة “إعلان حرب”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت بالغ الحساسية، مع تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، فيما يراقب المجتمع الدولي التطورات بقلق شديد.
