شهد الأسبوع الفائت تصعيدًا جديدًا في التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد أن وجّه الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب انتقادات حادة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ”المجنون” في أعقاب الهجمات الواسعة التي استهدفت المدنيين الأوكرانيين.
وفي خضم هذه التطورات، لمح ترامب إلى تردده في دعم مشروع قانون جديد بمجلس الشيوخ يهدف إلى فرض عقوبات إضافية على موسكو، رغم أنه كان يعارض هذه الإجراءات بشكل صريح في السابق.
هذا التغير في الموقف أثار تساؤلات حول إمكانية حدوث تحول في الاستراتيجية الأميركية تجاه روسيا في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.وفي تطور ميداني لافت، شنت القوات الأوكرانية هجومًا منسقًا على أربع قواعد جوية روسية تُستخدم لإطلاق القاذفات الاستراتيجية، أسفر عن تدمير ما لا يقل عن 41 طائرة عسكرية من طرازات متقدمة، بما في ذلك A-50، Tu-95، وTu-22M3.
وقدرت الخسائر الروسية بما يفوق ملياري دولار، في ضربة تُعد من الأقوى التي تتلقاها موسكو منذ بداية الحرب.وشملت الضربات قواعد عسكرية بعيدة العمق داخل روسيا، منها قاعدة “بيلايا” التي تبعد نحو 4700 كيلومتر عن أوكرانيا، بالإضافة إلى “دياجيليفو” (700 كم)، “أولينيا” (2000 كم)، و”إيفانوفو” (900 كم).
وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذا الهجوم كان مُعدًا منذ أكثر من عام ونصف، لكنه لم يُنفذ بسبب غياب الضوء الأخضر الأميركي – فهل تغيّر هذا الآن؟وبحسب تقارير غير رسمية، فإن ترامب، فور عودته المحتملة إلى سدة الحكم، يسعى إلى فتح قناة حوار مباشرة مع موسكو، حيث استدعى الرئيس الأوكراني إلى واشنطن ووجه له توبيخًا حادًا، في إشارة إلى رغبة أميركية في إعادة تشكيل مسار الحرب وإنهائها سياسيًا. إلا أن بوتين، في المقابل، يبدو وكأنه يقرأ هذه الإشارات كدليل على تفوقه العسكري، رغم الأثمان الباهظة التي تكبدها الجيش الروسي بشريًا وماديًا، فضلًا عن العقوبات الغربية المتراكمة.
الرسالة الأميركية من خلال الضربة الأوكرانية الأخيرة كانت واضحة: إن لم تُبدِ روسيا جدية في العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن الكلفة القادمة ستكون أكبر، وربما تواجه موسكو خطر فقدان الأراضي التي سيطرت عليها خلال النزاع.في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال مفتوحًا: إلى أي مدى يستطيع بوتين الاستمرار في اللعب بالنار، خاصة إن كانت نار الخصومة مع ترامب نفسه؟
اسامه الكومه
صحفي مراسل متعاون _ سوريا