كشفت دراسة بحثية حديثة أجراها فريق من جامعة غلاسكو كاليدونيان ومعهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، عن مسار بيولوجي قد يساهم في منع تطور مرض الكبد الدهني إلى سرطان الكبد، وهو أحد أنواع السرطان التي سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في الحالات المرتبطة بأمراض الكبد الدهنية.
مرض الكبد الدهني، الذي ينجم غالبًا عن اتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكريات، يمثل تحديًا صحيًا عالميًا، خاصةً مع غياب علاجات فعالة لوقف تقدمه إلى سرطان الكبد. ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم فهم دقيق للآليات التي تحفز هذا التحول المرضي.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن بروتين p53، المعروف بدوره الأساسي في حماية الجسم من الأورام، يلعب دورًا مهمًا في حماية الكبد من الأضرار الناتجة عن الأنظمة الغذائية غير الصحية. حيث يُحفز p53 جينًا آخر يُدعى TIGAR، الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، ويعمل على إزالة سموم الدهون المتراكمة في الكبد الدهني.
وأشار الدكتور تيموثي هامبتون، قائد فريق البحث، إلى أن هذه النتائج تفتح الباب أمام تطوير علاجات تعتمد على مضادات الأكسدة لمحاكاة الاستجابة الوقائية لهذا المسار الجيني، مما قد يمنع تطور المرض إلى مراحل خطيرة مثل سرطان الكبد.
وقال هامبتون: «لا يزال العديد من الناس يجهلون أن النظام الغذائي السيئ المليء بالدهون والسكريات وقلة النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى مرض الكبد الدهني، الذي قد يتطور في بعض الحالات إلى سرطان الكبد». وأضاف أن التركيز على جينات p53 وTIGAR يمثل خطوة أساسية نحو تطوير علاجات وقائية فعالة.
يُذكر أن مرض الكبد الدهني غالبًا ما يكون صامتًا ولا يظهر بأعراض واضحة، وهو مرتبط بعوامل متعددة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم. وتشير الأبحاث إلى أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يشمل تناول الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، وتقليل الدهون المشبعة والسكريات، مع زيادة استهلاك الخضروات والفواكه، يعد من أفضل الطرق للوقاية من هذا المرض.
اقرا ايضا: علماء يتوصلون لطريقة لمنع تحول مرض الكبد الدهني سرطاناً
