الدولية

الذكاء الاصطناعي يخلق مغاربة وهميين: خطر جديد يهدد المغرب رقميا واجتماعيا

في تطور مقلق ومثير للجدل، انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لمواطنين مغاربة وهم يتحدثون عن قضايا اجتماعية وسياسية، إلا أن المفاجأة الصادمة هي أن هؤلاء “الأشخاص” غير موجودين في الواقع، بل تم تصنيعهم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (AI-generated deepfakes).

كيف بدأ الأمر؟

خلال الأيام القليلة الماضية، بدأ رواد الإنترنت في المغرب يتناقلون مقاطع فيديو يظهر فيها رجال ونساء يتحدثون باللهجة المغربية بطلاقة، يناقشون مواضيع مثيرة وحساسة مثل الهجرة، الفقر، الأمن، والفساد. لكن سرعان ما تبين أن الوجوه جديدة كليا، لم يسبق لأحد رؤيتها، ولا توجد أي معلومات حقيقية عنهم.

وبعد التدقيق تم اكتشاف أن هذه المقاطع تم إنشاؤها باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على تصميم ملامح بشرية واقعية بالكامل، وتحريكها بشكل مقنع، وحتى توليد صوت مغربي مطابق للهجات الجهوية.

اقرا ايضا: تقرير صادم أكثر من مليون موظف حكومي في اليمن حرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية

التهديد الأمني: هل نحن أمام سلاح جديد؟

هذه الظاهرة لا تشكل فقط تحديا تكنولوجيا، بل خطرا أمنيا حقيقيا. فباستخدام هذه الفيديوهات المزيفة، يمكن لأي جهة – سواء كانت داخلية أو خارجية – نشر معلومات مغلوطة، تحريضية أو حتى تخريبية دون أي أثر حقيقي يمكن تتبعه.

اقرا ايضا: البرازيل تمنح مواطنيها حق ملكية بياناتهم الرقمية في تجربة فريدة عالميا

الآثار الاجتماعية: فقدان الثقة في كل شيء

انتشار هذه المقاطع أثار موجة من الهلع الرقمي لدى المواطنين، حيث أصبح من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مفبرك. وتكمن الخطورة الكبرى في أن الثقة في المحتوى البصري – التي طالما اعتُبرت معيارًا للمصداقية – بدأت تنهار.

العديد من النشطاء والإعلاميين عبروا عن قلقهم العميق من هذه الظاهرة، معتبرين أنها قد تؤدي إلى تشويه صورة المغرب دوليًا، ونشر خطاب الكراهية والتفرقة داخليًا.

هل من رقابة؟

رغم أن المغرب قد قطع أشواطًا في تحديث بنيته الرقمية، إلا أن القوانين الحالية لا تواكب بعد التحديات التي تفرضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي. وفي غياب قوانين واضحة تجرم استخدام هذه التقنية لأغراض تضليلية، تبقى البلاد مكشوفة أمام موجة محتملة من الدعاية الزائفة والمعلومات المضللة.

خلاصة: الذكاء الاصطناعي بين الأمل والخوف

بينما يشيد العالم بفوائد الذكاء الاصطناعي في الطب والتعليم والاقتصاد، تظهر هذه الفيديوهات كوجه مظلم للتكنولوجيا، يكشف عن أداة جديدة في يد من يسعون إلى زعزعة استقرار المجتمعات.

ويبقى السؤال المفتوح:
من يقف وراء هذه المقاطع؟ وما الهدف الحقيقي منها؟ وهل نحن مستعدون لمواجهة موجة “حرب معلوماتية” يقودها الذكاء الاصطناعي؟

اقرا ايضا: مستقبل الذكاء الاصطناعي.. ما هي أسوأ مخاطره المحتملة؟ وكيف نتصدى لها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *