يبرز كرنفال “بوجلود” كواحد من أغرب وأقدم الطقوس الاحتفالية المرتبطة بعيد الأضحى في المغرب، حيث يقام سنويا في مدينة أكادير، وتحديدا في بلدة الدشيرة الأمازيغية، وذلك حصريا في ثاني أيام العيد.
تحضيرات خاصة وطقوس فريدة
قبل أيام من الاحتفال، يعمل شباب الدشيرة بجد لتحضير جلود المواشي، سواء كانت من الأبقار أو الماعز أو الأضاحي. يتم تجهيز هذه الجلود لتكون صالحة للبس، حيث يتجول الشبان بها في الشوارع على أنغام الموسيقى الأمازيغية التقليدية، ما يخلق جوا من الفرح والحماس، يتعزز بتواجد عدد كبير من المتفرجين، الذين يأتون خصيصا للاستمتاع بتجربة كرنفال بوجلود.
اقرا ايضا: المخرجة سارة وفيق تهاجم طارق الشناوي بعد نقده لفيلم “ريستارت”
تاريخ بوجلود وجذوره الثقافية
يسمى كرنفال بوجلود “بيلماون” في اللغة الأمازيغية، ويعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام. وتشير بعض المصادر إلى أن هذه الطقوس قد تكون من أصل وثني، بينما يُعتقد آخرون أنها مرتبطة بتقاليد يهودية أو حتى رومانية. بالتالي، تمثل هذه الاحتفالية نتيجة لتفاعل الحضارات المختلفة التي مرت على أرض المغرب، وقد تم توارثها عبر الأجيال لتصبح أحد تقاليد عيد الأضحى، حيث يصاحب ذبح الأضاحي تقليد الاحتفال.
في بادئ الأمر، كانت طقوس بوجلود تقتصر على ارتداء الشباب لجلد الأضحية والتوجه إلى المنازل لجمع المال أو قطع من اللحم. ومع مرور الوقت، تطور هذا الاحتفال ليصبح كرنفالاً يعكس الثقافة الأمازيغية، ويتضمن رقصات وموسيقى تجمع بين الفخامة والبهجة.
احتفال بوجلود في العصر الحديث
اليوم، يؤكد القائمون على كرنفال بوجلود، وهم أعضاء الجمعية الإقليمية لكرنفال بيلماون “بوجلود” في الدشيرة، على دور هذا الحدث في تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية. حيث يُعتبر الكرنفال بمثابة مناسبة لتلاقي الأفراد من مختلف المناطق، وخلق لحظات من الفرح والتواصل الاجتماعي.
تجسد احتفالات بوجلود روح المجتمع والتراث المغربي، حيث تُبرز الترابط بين الأجيال وتساهم في الحفاظ على تقاليد غنية تمتد لآلاف السنين. يبقى كرنفال بوجلود رمزًا للفخر والاعتزاز بالثقافة، ليواصل استقطاب الأنظار كمناسبة احتفالية فريدة من نوعها في قلب المغرب.
اقرا ايضا: إنطلاق الإحتفالات بمهرجان “بوجلود” نواحي أكادير بمناسبة عيد الأضحى
