رغم روابط الأخوة والجوار، فإن المواجهات الكروية التي جمعت المنتخبين المغربي والتونسي عبر العقود لم تخل من الندية والإثارة، وصنع لحظات لا تُنسى في تاريخ كرة القدم المغاربية والعربية.
أولى المواجهات: بداية تنافس ودي يتحول إلى كلاسيكو مغاربي
تعود أولى المواجهات الرسمية بين المنتخبين المغربي والتونسي إلى خمسينيات القرن الماضي، وتحديدا سنة 1960 في إطار التصفيات المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية. ومنذ ذلك الحين، تكررت اللقاءات في مناسبات قارية وعربية ودولية، كانت دائما محط أنظار الجماهير المغاربية.
كأس إفريقيا 2004: تونس تقصي المغرب وتتوج باللقب
من أبرز الذكريات العالقة في الأذهان، المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية 2004 التي أقيمت في تونس، وجمعت “نسور قرطاج” بـ”أسود الأطلس” في دربي مغاربي مشحون بالعاطفة والتشويق. وانتهت المواجهة بفوز تونس 2-1 وتتويجها باللقب لأول مرة في تاريخها، فيما حلّ المغرب وصيفًا بعد أداء قوي ومشوار مميز.
تصفيات ونهائيات: لقاءات تتجدد بطابع تنافسي
خلال تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا، اصطدم المنتخبان في أكثر من مناسبة، أبرزها تصفيات مونديال 1970 و1978، حيث تبادلا التفوق، مما زاد من حدة التنافس الكروي بينهما.
أما في النسخ اللاحقة من كأس الأمم الإفريقية، فقد جمعت القرعة بينهما عدة مرات في دور المجموعات، كما حدث في نسخة 2012، حين فازت تونس بنتيجة 2-1 في مباراة مثيرة.
اقرا ايضا: موعد مباراة المغرب ضد تونس والقنوات الناقلة
ودية لا تخلو من رسائل: لقاء 2019 في رادس
حتى المباريات الودية بين المنتخبين تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، على غرار اللقاء الذي جمعهما في 20 نوفمبر 2019 بملعب رادس وانتهى بالتعادل السلبي، لكنه شهد مستوى تكتيكيًا عالٍ ومواجهة قوية رغم طابعها الودي، ما يعكس ثقل المنتخبين قارياً.
إرث مشترك ومنافسة شريفة
رغم التنافس الحاد داخل المستطيل الأخضر، فإن العلاقة بين المنتخبين المغربي والتونسي تتسم بالاحترام والروح الرياضية، حيث يتقاسم البلدان إرثًا كرويًا مشتركًا وسعيًا دائمًا لتشريف الكرة المغاربية على الساحة الإفريقية والدولية.
