في تطور خطير يمس الأمن الغذائي للمواطنين، تمكنت المصالح الأمنية بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، مساء الجمعة 6 يونيو 2025، من ضبط كمية كبيرة من لحوم الحمير المذبوحة في ظروف سرية وغير قانونية داخل أحد الأحياء الشعبية، وذلك عشية عيد الأضحى المبارك.
وتأتي هذه الواقعة في سياق استثنائي يشهده سوق اللحوم بالمغرب، حيث ارتفع الطلب بشكل غير مسبوق، في ظل قرار السلطات تعليق شعيرة الذبح هذا العام. واستغل عدد من المخالفين هذه الظرفية للقيام بعمليات غش في اللحوم، عبر ذبح الحمير وترويج لحومها على أنها صالحة للاستهلاك الآدمي، مما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة وسلامة المواطنين.
السلطات تتحرك لمكافحة الغش في اللحوم
ووفق مصادر محلية، فإن الكمية المضبوطة كانت موجهة على الأرجح للتسويق داخل الأسواق الشعبية، أو لتوزيعها على محلات الأطعمة السريعة والمطاعم، في انتهاك صارخ للقوانين المنظمة لسلامة المواد الغذائية. وتم فتح تحقيق عاجل من طرف السلطات المختصة لتحديد هوية المتورطين ومصادر اللحوم، بالإضافة إلى تتبع شبكات التوزيع المحتملة.
اقرا ايضا: القبض على مغربي متورط في شبكة تهريب دولية للاسلحة
دعوات لتعزيز المراقبة وحماية المستهلك
وتعيد هذه الفضيحة إلى الواجهة ملف مراقبة المواد الغذائية، خصوصًا خلال المناسبات التي تشهد استهلاكا مرتفعا للحوم، مثل عيد الأضحى. كما تثير أسئلة جدية حول فعالية آليات المراقبة البيطرية والتنسيق بين مختلف المصالح المسؤولة عن مراقبة الأسواق.
وطالب مواطنون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تشديد العقوبات على كل من يثبت تورطه في مثل هذه الممارسات، التي لا تهدد فقط صحة المستهلك، بل تضرب أيضًا ثقة المواطنين في جودة المواد الغذائية المعروضة للبيع.
الغش في اللحوم.. خطر مستمر
تعد هذه الحادثة واحدة من أخطر قضايا الغش الغذائي التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، خاصة وأنها وقعت في فترة حساسة تتسم بارتفاع أسعار اللحوم وتراجع العرض. وهو ما يجعل المواطن أكثر عرضة لشراء منتجات غير مراقبة بحثًا عن أسعار منخفضة.
ويبقى الرهان اليوم على تعزيز آليات الرقابة، وتكثيف حملات التفتيش، وتشجيع المستهلكين على التبليغ عن أي مواد مشبوهة، حفاظًا على سلامة الغذاء وصحة المواطنين.