سياسة

سوريا: إغلاق مقرات ممثلوا جبهة “البوليساريو” بدمشق

رسالة قوية تُعزز وحدة المغرب وتُضعف نفوذ إيران بعد اغلاق المقرات بدمشق .

في خطوة غير متوقعة وتحمل أبعادًا استراتيجية، أعلنت السلطات السورية عن إغلاق جميع مقرات جبهة “البوليساريو” في العاصمة دمشق. ووصفت مصادر دبلوماسية القرار بأنه يتجاوز العلاقة الثنائية مع المغرب، ويعكس تغيرًا في المواقف الإقليمية، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في العالم العربي.

تحول في الموقف السوري من قضية الصحراء

يُعد القرار السوري تحوّلاً مهمًا في موقف دمشق من ملف الصحراء الغربية، لا سيما أن “البوليساريو” لطالما كانت رمزًا لصراع السيادة في المنطقة المغاربية بين المغرب والانفصاليين المدعومين سابقًا من بعض القوى الإقليمية، وعلى رأسها إيران، وفق ما أكدت الرباط مرارًا.

وعي عربي متزايد بأهمية الوحدة والسيادة

تزامن هذا القرار مع تصاعد دعوات من عدة عواصم عربية لتوحيد الصفوف حول احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، بعد سنوات من النزاعات التي أججتها التدخلات الخارجية والحركات الانفصالية. ويعكس هذا التوجه تحولاً تدريجيًا في النظرة العربية إلى قضايا السيادة الوطنية، مع سعي ملحوظ لإعادة بناء التفاهمات الإقليمية على أسس متينة وأكثر انسجامًا.

تقهقر النفوذ الإيراني ودعم متزايد لوحدة المغرب

وفي هذا السياق، صرّح الباحث في الشؤون العربية والإفريقية، علي فوزي، أن قرار دمشق يحمل دلالة استراتيجية ويبرز تغيرًا في أولويات بعض الدول العربية، مع تزايد الاعتراف بأهمية وحدة الأراضي المغربية كعامل رئيسي في استقرار المنطقة.

وأوضح فوزي أن هذا التطور ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل يعكس تراجع التأثير الإيراني في عدد من الدول العربية، خصوصًا بعد أن ربطت الرباط بين دعم “البوليساريو” وعلاقاتها مع حزب الله.

بداية لتقارب مغربي-سوري جديد؟

اختتم فوزي تصريحاته بالإشارة إلى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام استئناف العلاقات الكاملة بين المغرب وسوريا، وقد تشكّل بداية لمقاربات عربية جديدة تجاه قضايا السيادة الوطنية، بما يعزز التضامن الإقليمي ويحد من التدخلات الخارجية.

المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *