سياسة

تركيا تتوسط مفاوضات روسية-أوكرانية جديدة بلا نتائج حاسمة

اختتمت في مدينة إسطنبول التركية الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، وسط استمرار العمليات العسكرية والهجمات المتبادلة بين الجانبين، من دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو تحقيق اختراق جوهري في مسار السلام.

ورغم الأجواء المشحونة في ساحات القتال، إلا أن المباحثات، التي جرت برعاية تركية في قصر “تشيراغان سراي” التاريخي، استمرت لأكثر من ساعة، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أن “الاجتماع لم ينتهِ بصورة سلبية”.

تبادل للأسرى وجثامين الجنود

أعلن رئيس الوفد الأوكراني، وزير الدفاع رستم عمروف، عقب اللقاء، أن الطرفين اتفقا على تبادل جثامين نحو 6 آلاف جندي من كلا الجانبين. وأشار إلى أن كييف اقترحت عقد جولة جديدة من المفاوضات بين 20 و30 يونيو الجاري لدفع مسار التفاوض إلى الأمام.

بدوره، كشف رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، أن الجانبين توصلا إلى تفاهم مبدئي لتبادل جميع الأسرى العسكريين دون سن 25 عاما. كما عرضت موسكو وقفا جزئيا لإطلاق النار في بعض مناطق الجبهة لمدة يومين أو ثلاثة، وهو ما رفضته كييف، مطالبة بهدنة شاملة وغير مشروطة.

ملف الأطفال “المرحلين” يتصدر النقاشات

وفي تطور لافت، أعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، آندريه يرماك، أن بلاده سلمت الجانب الروسي خلال المفاوضات قائمة بأسماء مئات الأطفال الذين تقول كييف إن موسكو قامت “بترحيلهم أو نقلهم قسرا” من الأراضي الأوكرانية. وكتب يرماك عبر منصة “إكس” أن أوكرانيا تطالب بإعادة هؤلاء الأطفال ضمن أي تسوية مستقبلية.

من جهتها، تبرر روسيا نقل الأطفال بأنه جاء لحمايتهم من تبعات الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

تركيا تؤكد أهمية الحوار… وواشنطن تراقب

في مستهل الجولة، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن أنظار العالم موجهة إلى إسطنبول، معتبرا أن استمرار الحوار يمكن أن يقلل التوتر ويفتح آفاقا للسلام. وأضاف أن بلاده على استعداد لاتخاذ جميع الخطوات لتسهيل عملية التفاوض، بما في ذلك دعم عمليات تبادل الأسرى والإعداد لاجتماعات قادة الطرفين.

كما نوه فيدان بالدور الأميركي، مشيدا بما وصفه بـ”النية الصادقة” للرئيس الأميركي دونالد ترمب في الدفع نحو السلام، وهو ما “فتح نافذة فرص جديدة لإنهاء النزاع”، بحسب تعبيره.

جولة أولى مشجعة… والتوقعات تتباين

وكانت الجولة الأولى من المفاوضات قد عقدت أيضاً في إسطنبول في 16 مايو الماضي، وأسفرت عن تنفيذ عملية تبادل واسعة للأسرى شملت ألف أسير من كل طرف. ورغم أن الجولة الحالية لم تشهد اتفاقات مماثلة، إلا أن استمرار الحوار بحد ذاته اعتُبر من قبل أنقرة دليلاً على إمكانية التقدم.

وتتواصل الجهود الدبلوماسية في وقت يحذر فيه مراقبون من أن فشل هذه المفاوضات قد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في دورها كوسيط في النزاع، بعد تصريحات ترمب الأخيرة حول جدوى الوساطة الأميركية في ظل غياب تقدم ملموس.

تركيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *