واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، حصارها المشدد واقتحامها العنيف لأحياء عدة في مدينة نابلس، ما أسفر عن استشهاد شقيقين فلسطينيين وإصابة العشرات، بينهم صحفيون وأفراد طواقم إسعاف، فيما أصيب 4 جنود إسرائيليين خلال العملية.
استشهاد شقيقين برصاص الاحتلال واحتجاز الجثمانين
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد كل من نضال عميرة (40 عامًا) وخالد عميرة (35 عامًا)، برصاص الاحتلال في محيط البلدة القديمة بنابلس، مضيفة أن قوات الاحتلال احتجزت جثمانيهما ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليهما بعد إصابتهما مباشرة.
وأفادت وكالة وفا الرسمية بأن الشقيقين استُهدفا أثناء محاولتهما الوصول إلى عائلتهما المحاصرة، بينما ادّعى جيش الاحتلال أن “الشابين حاولا الاستيلاء على سلاح أحد الجنود من وحدة دوفدوفان”، ما أدى إلى إطلاق النار عليهما وإصابة 4 جنود، وجرى نقلهم بمروحية إلى أحد مستشفيات الداخل المحتل.

اقرا ايضا: الاحتلال الإسرائيلي يشن اقتحاما واسعا على نابلس: دهم واعتقالات وتخريب في البلدة القديمة
82 إصابة واعتقالات جماعية في البلدة القديمة
بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد أُصيب 82 فلسطينيًا خلال الاقتحام، بعضهم بشظايا الرصاص الحي، وآخرون اختناقًا بالغاز المسيل للدموع، فيما جرى اعتقال العشرات من المواطنين داخل البلدة القديمة.
وأكد الهلال الأحمر أن طواقمه تعرضت للاعتداء والاحتجاز، مشيرًا إلى فقدان الاتصال مع أحد أفراد الطواقم بعد احتجازه في حي رأس العين، كما تعرضت عربات الإسعاف لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال.
اقتحامات للمنازل وتخريب واسع
واصلت قوات الاحتلال عمليات التفتيش والاعتقال، حيث اقتحمت أكثر من 250 منزلًا، وصادرت أسلحة وذخائر، حسب بيان صادر عن جيش الاحتلال.
ووثّق نشطاء وصحفيون محليون اعتداءات جسدية على شبان داخل منازلهم، بالإضافة إلى اقتحام منطقة المستشفى الوطني في نابلس، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني الذي يجرّم استهداف المنشآت الطبية.
عملية عسكرية متواصلة بمشاركة وحدات خاصة
بدأت العملية العسكرية بعد منتصف ليلة الإثنين–الثلاثاء، حيث توغلت قوات الاحتلال عبر محاور عدة، خاصة من جهة الطور، حاجز حوارة، والمدخل الغربي للمدينة، ترافقت مع نصب حواجز طيّارة وتعطيل حركة المواطنين.
ووفق الإعلام العبري، فإن العملية تجري بالتعاون بين عدة وحدات، منها:
- حرس الحدود
- الشاباك
- وحدة دوفدوفان الخاصة
- وحدات احتياط تابعة للجيش
- الإدارة المدنية التابعة للاحتلال
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن العملية العسكرية تعتمد على “معلومات استخبارية دقيقة”، وتستهدف ما زعمت أنه “بنية تحتية للمقاومة في حي القصبة (البلدة القديمة)”.
الضفة تحت النار: ارتفاع عدد الشهداء في تصعيد مستمر
يأتي هذا التصعيد في نابلس بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة، حيث رصدت الهيئات الفلسطينية استشهاد أكثر من 980 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ أكتوبر الماضي، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إلى جانب اعتقال آلاف المواطنين في مداهمات متكررة.